لم يكن غيابكَ يستدعي إثبات حضورك وهويتك وهيئتك الواقعية بيننا..
ففي غيابك إثبات صفات لحضورك الحسي معنا..
فنستشعر كأنّ ثمةَ موجود في وجود الوجود حولنا..
ستنتابنا لحظات تفكير في غيابٍ لقامات شامخات..
سنظل لبرهة من الزمن نبحثُ عن كيانات جديدة فيما وراء البحار..
سنغامر في الصعود فوق الأمواج العاتية كي تجرفنا نحو البحث عن شيء ما..
وهناك سنرمي بأرواحنا في غياهب البحر الآلي العميق..
لنرتشف منه ماء الضياع ..
ونغترف غرفات لعلها توصلنا إلى مآربٍ لا تنتهي ..
نحن ننظر إلى أبعاد الحياة بمسارات التأملات الذاتية الموجودة في الذات..
التي غيبتها مشكلات أبعاد الفهم والنظر والتأمل والتحليل الكمي للكيف والكم..
سنصل إلى حدِ الجذور لنكتشف الماهية التي نبحثُ عنها..
عندئذٍ ستتجلى في نفوسنا مباهج وتمثلات لواقع جديد..
ستنقلنا بين استقراءات وقراءات وقرارات لا تتوقّف في المضي قُدما نحو فك
الشيفرات التي تقف عثرةً في طرائقِ البحث والتنقيب عن المجهول..
ربما قراءات الفلسفة الحديثة هي من ستفتحُ لنا الآفاق في البحث عن المكنون والمخبوء..!
ثمة شيء يجول ويصول في خاطري إن أنا قرأت فلسفة بوسائطها وأدواتها ستمكنني
من معرفة الحلول للوصول إلى بر الأمان والاستقرار في الزمان والمكان ..
أياً كانت الحسابات والمسافات التي سنقطعها فهي بمثابة نُظم تفكير وجذر تغيير لمستوى التفكير
لمرتكزات ومفاهيم وموضوعات شتى..
وفي نهاية المطاف سنصطدم بجدار الواقع وسيحدث هناك الارتطام اللامتوقع فستنشق أُطر ومفاهيم
وموضوعات لا تمت إلى العقل الحسابي القائم على فلسفات الإبداع الجمالي المحض.