حركة خارج السرب | تعرف الى رؤية السياسي التونسي خير الدين باشا في إصلاح المجتمعات الإسلامية
تعرف الى رؤية السياسي التونسي خير الدين باشا في إصلاح المجتمعات الإسلامية
2019-09-30 | 2257 مشاهدة
مقالات

خير الدين باشا التونسي (١٨١٠ - ١٨٩٠) الملقّب "بالوزير المُصلح"، شخصيّةٌ بارزة طبعت القرن التاسع عشر كونه كان من أشدّ المتحمّسين للتجديد والإصلاح في المجتمعات الإسلاميّة. يُعتبر كتابه "اقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" الذي نشر عام ١٨٦٨ أحد أهمّ المدوّنات الإصلاحيّة في تاريخ تطوّر الفكر العربي والإسلامي الحديث

يعتبر خير الدين أن العدل والحريّة هما ركنا الدّولة،  إن وجدا ازدهرت، وإن فُقِدا ذبُلت. بالتالي، لن تصلح الأمم الإسلاميّة إلّا عبر تقييِد سلطة الحاكم من خلال تطبيق نظام الشّورى.

المحور الآخر من فكر خير الدين باشا يتمحور حول العمل على إقناع العدد الغفير من المسلمين الذين غُرِس في أذهانِهم النّفور من كلّ ما يصدر عن غير المسلمين من أعمال وممارسات، بضرورة الإنفتاح على ما هو صالح ومنسجم مع الدين الإسلامي من عادات وأتباع الديانات الأخرى. فالإسلام بنظره لا يمنع أن يقتبس الصالح من الأمر حيث كان وممّا كان.

يتميّز المشروع الإصلاحي لخير الدين التونسي أيضاً في قُدرته على التّوفيق بين الأصالة والحداثة معًا. فيميِّز بين التراث وبين الوحي. التراث يحتاج بنظرِه إلى تصحيح أي إلى إعادة قراءة بما أنتجه في التّاريخ. أما تطبيق ما أنتجَه التراث الإسلامي من دون إعادة قراءة متأنّية لمستجدّات المرحلة الزمنية فيشكل عائقًا أساسيًا أمام التقدم. المشكلة هي إذًا في تجديد التفكير في الإسلام وبفتح باب الإجتهاد لإفادة المجتمع وللخروج من حالة الجمود مواكبةً للمتغيّرات.

مشروع خير الدين الإصلاحي المبني على معيار الاستفادة من ما هو صالح ومفيد بغض النظر عن مصدره ومكانه، معيارٌ­­ إذا ما طُبِّق، قد يخفف من الثنائيات المتناقضة التي تنتج عن الانغلاق الثقافي والمعرفي.

أخبار ذات صلة