حركة خارج السرب | القيم الانسانية الاساسية
القيم الانسانية الاساسية
2019-05-03 | 1632 مشاهدة
مقالات

على مر التاريخ كتب الانسان عن كل شيء -  العلوم ، الكون ، الفلسفة، الوجود، الادب، الفكر ، السياسة ، الاقتصاد ، الفن ... الخ ، و تأثيرها في رقي المستوى الفكري لدي البشرية . لكن الى حد اليوم لازلنا لا نعرف إلا القليل .

بالرغم من هذ الكم الهائل من العلوم و التخصصات التي نشاهدها، و الدارسات و الابحاث الأكاديمية و غير الأكاديمية ، و بالرغم من المؤلفات التي تقذف بها دور النشر في المجتمعات علي اختلاف مشاربها سواء كانت كتب علمية، أو دراسات، أو بحوث جامعية. مهمتها الاساسية تنوير القارء و من ثم تنوير المجتمع ككل .

و بالرغم كذلك من تطور المجتمعات منذ القدم، نتيجة تطور العلوم و المعارف الانسانية ، و تطور المستوى الثقافي و المعيشي للأفراد، الذي بدوره ساهم في تطور المجتمعات ككل.

ان الشيء المسجل ، و الملاحظ ان المجتمعات لم تعد في حاجة الى المزيد من هذه العلوم ، لم تعد في حاجة الى المزيد من الاموال ، لم تعد في حاجة الى المزيد من المدنية ، لقد خلق أو انبثق عن كل ما سبق مجتمعات لم تستوعب و لم تعطي قيمة لما تملك ، او تعبير أخر اصبح لديها اكثر مما تحتاج اليه،

لقد اصبحنا في حاجة الى القيم الانسانية الاساسية ، و التي من خلالها يتعايش الفرد مع من، و ما حوله من بني جنسه.

بغض النظر عن الثقافة ، و التعليم ، و بغض النظر عن التوجهات الدينية لأي مجتمع ، سواء كان شرقي او غربي ، يبقى الحديث عن الانسانية قائم ما دام هذا الانسان هو المكون الاساسي للمجتمع و محور الكون . لا يمكن الحديث عن تقدم مجتمع، او تأخر مجتمع ما دون الحديث عن القيم الانسانية.

من المهم جدا ان نتحدث عن الانسان ككيان متصل جسدا و روحا ، و لا يمكن ان نتحدث عن الجسد دون الروح او العكس. لو تأملت جيدا هذ القتل ، هذا الاذلال الممنهج ، و التشريد ، التجويع ، التخويف ... الخ ، و كلها بعيدة كل البعد عن القيم الانسانية الاساسية للحياة الكريمة ، تقريبا منتشرة في جميع ربوع المعمورة ، قد تجد ان الاسباب واهية ، او حتى تافهة ، لكن تحمل بين تجاعيدها مصالح شخصية ، لطبقة أو طبقات تتقاطع في نقاط عديدة ، من الحياة اليومية للفرد البسيط في المجتمع.

كل هذا يساهم في تحطيم الانسان و الانسانية ، تحطيم الجسد أو الروح لا فرق هي ذلك ، ما دام الانسان كيان متكامل لا يمك تجزئته.

ان الرحمة ، الحب ، التعاون ، العطاء ، الاحترام ، الثقة ، التواضع … الخ ، هي أسس  الانسانية التي يجب اعادة احيائها في النفوس، و احترامها مهما كان الفرد و مهما كانت مكانته الاجتماعية من اجل مجتمعات اكثر تمدن و حضارة.