شفت جمعية «إيساكا» الدولية المسؤولة عن بناء وتشغيل «المقياس العالمي للتحول الرقمي» بالمؤسسات، عن آخر تحديث لهذا المقياس، والذي أظهر أن هناك خمس تقنيات رئيسة تقود حالياً عملية التحول الرقمي عالمياً، وهي: البيانات الكبيرة، والذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، وخدمات الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، وسلاسل الكتل.
وأفاد المقياس بأن تلك التقنيات جميعاً ترتكز في أدائها ونجاحها على ظاهرة المدير التنفيذي «المثقف رقمياً»، الذي يلعب الدور المحوري في انتشار تقنيات التحول الرقمي، وتوفير الفرص لتشغيلها بنجاح.
واستند التحديث الأخير للمقياس إلى استطلاع أجرته الجمعية شارك فيه 5000 مدير تنفيذي في شركات وخبراء تحول الرقمي حول العالم، وذلك وفق مواقع تقنية عدة.
تقنيات محركة
وتضمّن تحديث مقياس التحول الرقمي ثلاث نقاط، الأولى تتمثل بالتقنيات الأساسية المحركة التي تقف وراء عمليات التحول الرقمي، والثانية هي ظاهرة «المدير المثقف رقمياً»، التي تشكل حجر الزاوية المشترك في عمليات التحول، بينما النقطة الثالثة ركزت على الهواجس وعوامل القلق المتعلقة بأمن تقنيات الذكاء الاصطناعي الجاري نشرها في المؤسسات.
وفي ما يتعلق بالنقطة الأولى، بيّنت جمعية «إيساكا» أن 28% من عمليات التحول الرقمي الجارية في المؤسسات حول العالم تحركها وتدفعها تقنية البيانات الكبيرة التي تولد أو تجمع وترصد وتعالج وتدير البيانات المجمعة، على مدار الوقت، بالنسبة للمعاملات والعمليات الجارية داخل المؤسسات، تليها تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، التي تعد العامل المحرك وراء 25% من عمليات التحول الرقمي، التي تتولى إدارة سلسلة من العمليات الرقمية وعمليات التحليل والتنبؤ والمساعدة في اتخاذ القرار.
وأضافت أنه في المركز الثالث تأتي خدمات الحوسبة السحابية العامة المقدمة من عمالقة التقنية، مثل شركات «أمازون» و«غوغل» و«مايكروسوفت» وغيرها بنصيب 18%، والتي تنقل محور عمليات الشركات إلى خارج مقارها الأساسية، لتعمل من خلال سلسلة الخدمات السحابية، مثل (البنية التحتية، والبرمجيات، والمنصات، والتخزين السحابي، وغيرها، كخدمات).
وأشارت الجمعية إلى أن أنظمة إنترنت الأشياء تأتي في المرتبة الرابعة، بنصيب 12% من عمليات التحول الرقمي، التي تنتشر في الطرقات والمصانع والمزارع ومراكز التسوق والمنازل وغيرها، لتلتقط البيانات الأولية بصورة جارفة واسعة، وتنقلها لأنظمة البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي وغيرها، وفي المرتبة الخامسة تأتي تقنية سلاسل الكتل بنصيب 8%، وهي تقنية حديثة ناشئة، يتوقع أن تكون حجر الزاوية في تنظيم وتأمين المعاملات فائقة الضخامة والتنوع الجارية على مدار الوقت بين عشرات الآلاف من الأطراف بصورة متزامنة، فيما ذهبت النسبة المتبقية إلى تقنيات أخرى.
«المدير المثقف رقمياً»
ولفتت الجمعية إلى ما أطلقت عليه «المدير المثقف رقمياً»، أو الشخص الذي يشغل منصباً تنفيذياً رفيعاً داخل الشركة أو المؤسسة، ويمتلك وعياً سليماً بعمليات التحول الرقمي وآلياتها وخطوات تنفيذها، إلى جانب قناعة كافية بجدواها ومردودها.
واعتبرت أن المدير المثقف رقمياً هو حجر الزاوية في نجاح عمليات التحول الرقمي، بغضّ النظر عن التقنية المستخدمة فيها.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية «إيساكا»، روب كلايد، إن «المؤسسات لاتزال تكافح بشأن مسائل أساسية تتعلق بالتحول الرقمي، مثل المخاطر والأمن والعائد على الاستثمار، كما لايزال من المستحيل ضمان النتائج عند نشر تكنولوجيات أقل شيوعاً، وهذا الأمر يجعل العثور على قادة مؤهلين للمساعدة في توجيه عمليات التحول، وغرس التزام تنظيمي للابتكار، أمراً بالغ الأهمية».
الذكاء الاصطناعي
إلى ذلك، أظهر الاستطلاع الذي أجرته «إيساكا» أن 33% من الشركات التي تفتقر إلى المدير المثقف رقمياً ولا يمتلك قادتها خبرات تكنولوجية، فإنها تنظر للذكاء الاصطناعي كقضية عالية المخاطر، بينما وجد أن فرص نشر تقنيات التحول الرقمي في المؤسسات التي يوجد بها قادة مثقفون رقمياً ترتفع الى 33%، مقابل 18% لدى المؤسسات التي لا تملك مديرين مثقفين رقمياً. وحول معدل توافر «المدير المثقف رقمياً»، اعتبر 54% ممن شملهم الاستطلاع أن مديريهم مثقفون رقمياً. وأوضح الاستطلاع أن نقص التحسن الذي يتحقق في أوضاع المؤسسات هو سبب الشعور بعدم وجود مدير مثقف رقمياً، فكلما زاد عدد الفوائد المحققة من التحول زاد الإحساس بوجود المدير المثقف رقمياً.
«إيساكا»
تعتبر «إيساكا»، جمعية عالمية مستقلة غير ربحية، ينخرط في عضويتها آلاف من المؤسسات والشركات الأكاديمية والخاصة والخبراء المستقلين، ومتخصصة في تطوير واعتماد واستخدام المعرفة والممارسات الرائدة عالمياً والمقبولة في الصناعة لأنظمة المعلومات. وحالياً تصدر ما يعرف بـ«المقياس العالمي للتحول الرقمي بالمؤسسات»